samedi 16 avril 2011

تاريخ الحركة الكشفية بزاوية سوسة

تاريخ الحركة الكشفية في
زاوية سوسة





كلمة شكر
أتقدم بجزيل الشكر إلى كل الإخوة الذين ساعدوني في إعداد هذا البحث و كل الذين أمدوني بالوثائق و المعلومات لتسليط الأضواء على حقبة تاريخية يجهلها الكثيرون و أخص بالذكر منهم السادة:
·       الصادق العياشي
·       عثمان خليفة
·       محمد البغدادي
·       حامد الهريش
·       علية بوقزي
·       ساسي ين هنية
·       الدهماني العياشي
·       عامر البكوش
·       ناصر الغضبان
·       الهادي بن عبد الملك
و اعتذر لهم عما قد أكون أخطأت في نقله عنهم و أشهد أني حاولت قدر الامـــــكان بحث و صياغة أهم ما جاء في أقوالهم بكل أمانة علما و أن الكثير من الكشـــــــافين القدامى لم يتم إجراء الحوار معهم تجنبا للتكرار و قد رأيــت الإكتفاء مما حصل من البحث و المجال  مفتوح للتصحيح و النقد.
وقد انجزت هذا البحث في اكتوبر من سنة1988 حفظا لتاريخ من سبقونا وسيواصل غيرنا المسيرة ان شاء الله.




مقدمة
عاشت بلدت زاوية سوسة فترة من الأنشطة الشبابية مكنتها من تصدر الطليعة في فترات متعاقبة بداية من 27/1/1952 تاريخ تأسيس فوج كشافة المكارم حتى أوائل السبعينات، لكن ذلك النشاط سرعان ما ركد و تواصلت تلك  الحالة حتى أواخر سنة 1984 حيث أخذ نخبة من الشباب على عاتقهم محاولة إحياء النشاط الكشفي ،وقد تم  عقد جلسة لاستئناف النشاط.. في 11 سبتمبر 1984، و لم تكن بداية العمل الكشفي مشجعة، و لكن تمكن الفوج من إسترداد نشاطه في ظرف زمني وجيز بفضل عزيمة أبناء البلدة و لم يكن تاريخ الفوج واضحا وذلك مما دفعني لإجراء هذا البحث. وقد عثرت على صورة شمسية للفوج الكشفي بزاوية سوسة لا تزال معلقة بإحدى المقاهي بالبلدة كتب عليها "الكشافة الإسلامية مخيم الوردانين سنة 1953" و تبين لي فيما بعد أن ذلك الفوج كان يسمى "فوج كشافة المكارم بزاوية سوسة" و أن القائد بوراوي شعيب الممثل لكشافة المكارم بجهة سوسة كان واضحا من خلال الصورة (أنظر الصورة رقم 1 صفحة       ).
و كانت تلك الصورة وثيقة تاريخية هامة إنطلقت للبحث من خلالها و قد مكنتني من إكتشاف العديد من الإطارات و الأفراد الذين سبق لهم النشاط .
قمت بإجراء حوار مع من بقي على قيد الحياة منهم و قد أضفى جو الذكريات بالنسبة للكبار منهم خاصة، نوعا من الإعتزاز و السعادة لاحظتها عليهم من خلال حسن الإستقبال و محاولة إفادتي في كل ما إستوضحته منهم و بعد إستكمال الحوار المنعش و بحث جوانب تشابهه و إتفاقه و تمييزه عن غيره ،تبينت اربع  فترات تاريخية متميزة:
كانت الفترة  الأولى فترة تعبئة شبابية لأغراض وطنية وتراوحت من 27/1/1952 الى 1955 كانت الثانية فترة تكريس لنشاط كشفي إندماجي من 1955        الى1971  و كانت الثالة بداية ركود من 1972الـى 1975ثم كانت عودة النشاط سنة 1884 حاولت صحبة مع نخبة من الشباب ان اتجاوزها فكانت عودة الانشطة من جديد في صائفة سنة1984.
حاولت أن أحلل تلك المراحل كي اخرج بفائدة تساعد على رسم مستقبل مسار النشاط الشبابي عامة و الكشافة بصفة خاصة.
كما حاولت ربط الصلة لهذا البحث بواقع النشاط الكشفي حاليا حتى يكون التواصل (اللولبي) منهجنا في العمل يمكننا من الوقوف على أخطاء الماضي لاستئصالها و يمكننا من الوقوف على الصواب للنسج على منواله .
وساتعرض فيما يلي لتسليط الاضواء على تلك المراحل الاربع ملتزما بالتسلسل الزمني.



القسم الأول:
أضواء على تاريخ الحركة الكشفية في فترة الانبعاث (من 1952 إلى 1955)
لا يمكن أن تحدث عن بعث الحركة الكشفية في الزاوية دون أن نتعرض و لو بإيجاز كبير إلى تاريخ الحركة الكشفية في تونس عموما.

الباب الأول: تاريخ الحركة الكشفية في تونس :

أهم ما يميز الحركة الكشفية في تونس في أوائل الخمسينات و حتى قبله ،التعددية التنظيمية من جهة والإرتباط بالعمل الوطني النضالي من جهة أخرى.
1.    تعددية كشفية.
كانت الكشافة بفروعها الأربعة: الكشافة الإسلامية، كشافة الرجاء، كشافة الشهاب و كشافة الخضراء منظمة جماهيرية هامة ساهمت في العمل الوطني منذ تأسيسها سنة 1932 على يد المنجي بالي رحمه الله و كان للحزب الحر الدستوري الجديد دورا بارزا في تأطير الشباب ضمن الكشافة.
و قد تم توحيد تلك الفروع بعد الإستقلال تحت إسم الكشافة التونسية و لم يكن تفرع المنظمة عائقا أمام النشاط و العطاء رغم أن ذلك النشاط كان سريا يتحاشى الظهور أمام المستعمر.
فالكشاف يبقى كشافا تونسيا سواء إنتمى إلى الشهاب أو المكارم أو الإسلامية و يذكر القائد حامد الهريش – أحد القادة القدماء بزاوية سوسة - أن ممثل الكشافة الإسلامية كان الطيب نويرة في حين يمثل كشافة المكارم القائد بوراوي شعيب.
2.    إرتباط النشاط الكشفي بالعمل الوطني:
لا يبرز إرتباط الكشافة بالعمل الوطني من خلال إرتباط "المنهاج التربوي" الكشفي كما نعرفه اليوم بمجال التربية الوطنية كمجال تربوي بل برز طوال فترة الإستعمار من خلال العمل على الساحة الوطنية فقد كان الكشافون طلائع إستكشاف و تمويه و تنيسق بين الثوار و المدنيين و قوات الجيش الفرنسي و لا يزال البعض يذكر الكثير من أسماء الكشافين المناضلين و أن العديد منهم قد تقلب في مناصب سياسية عديدة و ذلك يدل على حضور البعد الوطني و الارتباط العضوي بين الحركة الكشفية و النضال الوطني.

الباب الثاني: التاريخ الكشفي في الزاوية :

لقد إرتبطت الحركة الكشفية في الزاوية عضويا و تنظيميا بالحزب الحرالدستوري -الجديد- والذي أخذ اسم الحزب الاشتراكي الدستوري فيما بعد منذ تأسيسها و كان أغلب إطاراتها يقومون بنشاط متنامي و كانت الفترة التي تأسس فيها الفوج فترة تعبئة جماهيرية للشباب على مستوى تنظيمي.

1.    التأسيس:
تأسس فوج المكارم بزاوية سوسة في 27/1/1952 على يد القائد الصادق العياشي بطلب من "الجامعة الدستورية"  (هذا ما أدلى به القائد الصادق العياشي)، و كان الهدف من وراء ذلك، البحث عن قواعد شبابية لدعم الحزب دعامة معنوية و أمنية و تنظيمية و كان الفوج مرتبطا بقائد كشافة المكارم بسوسة بوراوي شعيب الذي حظر لزيارة أول مخيم للفوج بالوردانين سنة 1953 و يبدو في الصورة رقم (1) في أقصى يسار الصورة ، فقد كلفت الشعبة الدستورية آنذاك الصادق العياشي بالاشراف على نشاط الكشافة فكان قائدا للفوج و قائدا للنشاط في نفس الوقت و يبدو في الصورة قائدا للمخيم و قد ساعده في قيادة الفوج بعض الإطارات سنتعرض اليهم بعد حين.
و قد نشط الفوج أول الأمر بحانوت جمعة العياشي ثم بنادي الشعبة للسيد غنية خليفة و لما إكتض النادي تحول إلى حانوت السيد صالح قريرة.
و يذكر قائد الفوج أنذاك أن النشاط قد تركز على التدريب على القيام بمهام سرية  ككيفية حفظ السر و إكسابهم حسا أمنيا إلى جانب تعليم روح البذل  والتعاون و الإعتماد على النفس قصد إحباط مخططات الإستعمار.
و لم يطل نشاط قائد الفوج كثيرا فيذكر أنه سرعان ما انتقل للعمل بتونس فتسلم المشعل السيد عامر خليفة رحمه الله.
ونستخلص من ذلك ان العامل السياسي كان حافزا في الحقيقة على التأسيس وهو ما يعكس حاجة السياسي للقاعدة الشبابية التي لا تتردد في واجبها طالما ان البعد الوطني هو المطروح.
2.    أهم الأنشطة و الإطارات و الأفراد

الأنشطة:
إضافة إلى النشاط الداخلي الاسبوعي قام الفوج بانشطة خارجية عديدة يذكر منها:
ü    إقامة مخيم بالوردانين و الإتصال بـ"الثوار" وهذه المدينة معروفة باحتواء مناضلين .
ü    رحلة إلى شط مريم.
ü    رحلة إلى هرقلة.
ü    اقامة مخيم بعين دراهم.
ويذكر القائد حامد الهريش أن أول مؤتمر عقد في الثريات سنة 1953 تحت إشراف..............
سرية النشاط
في فترة الإستعمار يصير من البديهي أن يضايق المستعمر الأنشطة خاصة إذا ما كانت هذه الأنشطة مقترنة بنشاط و طني، و قد جعل ذلك في أنفس البعض نوعا من الخوف اذ ذكر السيد غنية بوقزي (إعتنى بتأطير الشباب أثناء تلك الفترة)
"أن الناس كانوا يخشون حمل الإشتراك و كان الواحد منهم تأتيه بالإشتراك فيقول لك خذ المعلوم دعما للانشطة و دعني من الإشتراك ما هذه المشكلة التي تريد توريطي فيها".
و في الواقع لم يكن النشاط خفيا سوى على المستعمر و قد قال السيد ساسي بن هنية (أحد الكشافين القدماء):
"كنا نتدرب على وضع حواجز و حجارة على الطرقات التي يمر منها الجيش و قد فكر بعضنا في القيام بعمليات فدائية من نوع آخر (تفجير + حرق) و كنا إذا مررنا في شوارع البلدة بالزي الرسمي و الخطوة الكشفية تسمع للنسوة زغردة إنشراحا و سرورا بنا".
و لا شك أن النشاط السري كان له مبررا قويا آنذاك تمثل في ارتباط النشاط الكشفي بالعمل الوطني.
الإطارات:
إضافة إلى قائد الفوج ضم الفوج اطارات منها:
-         عامر خليفة
-         صالح قريرة
-         ناجي بوقزي
الأفراد:
يبدومن خلال الصورة رقم (1)القائد
1-   بوراوي شعيب(قائد كشافة المكارم بجهة سوسة)
2-   حسن بن عبد العزيز(وهو أصيل الوردانين ويعرف بعمله الوطني..)وكشافون تمكنا من التعرف عليهم وهم
3-   الدهماني العياشي
4-   شبيل عون
5-   محمد البغدادي
6-   خليفة الغضيان
7-   ساسي بن هنية
8-   الحبيب خليفة
9-   عبد الوهاب خليفة
10-الصادق العياشي
وأخرون لم نستطع التعرف عليهم من خلال الصورة

القسم الثاني:تكريس الأنشطة الكشفية من 1955 حتى سنة 1971

يمكن القول أن أهم فترة نشط فيها الفوج هي التي تتراوح بين بين 1955 و 1967 أي في السنوات الأوائل من الإستقلال و قد قام القائد حامد الهريش صحبة القائد الهادي بن عبد الملك بدور طلائعي في العناية بمختلف الأنشطة و على مستوى عام نلاحظ أنه قد تبلور نوع من التكامل والإندماج بشكل واضح بين النشاط الكشفي والنشاط السياسي الحزبي ممثلا في الشبيبة الدستورية التابعة للحزب الحاكم آنذاك إذ أصبح الفوج يقوم بتخريج دفعات من الشباب للإنضمام في صفوف الشبيبة الدستورية و قاما معا بمشاريع إجتماعية هامة ميزت تلك الفترة و أعطت الفوج سمعة طيبة في البلاد و الجهة عموما وقد كان هذاالاندماج تلقائيا طغت عليه العفوية نظرا لكون البلاد في طور بناء وتطلبت تظافر الجهود مما ابعد فكرة استقلالية المنظمة.

الباب الأول: منجزات الفوج

قام الفوج بالتعاون مع الشبيبة الدستورية بعدة إنجازات نخص منها بالذكر ما حفظته الذاكرة الجماعية و هي على التوالي المنجزات الإجتماعية و التضامن مع حرب التحرير في الجزائر،مما اكسبه سمعة طيبة.
1.    المنجزات الإجتماعية:
ساهم الفوج في تسييج المدرسة الإبتدائية التي بناها صالح بن نجيمة -والد محمد بن نجيمة- (يظهر في الصورة عدد 3 في الوسط) سنة 1961 و قد أكد هذا العمل التفاعل الإيجابي للكشاف مع مجتمعه ينص الفصل 4 من قانون الكشاف على أن "الكشاف إيجابي يساعد الناس"
و بنى الكشافون حائط منزل مواطن تهدم من جراء فيضانات سنة 1959 كما قاموا بحملات تنظيف عديدة و بنوا الحائط السياجي للمقبرة.
كما تطوعوا للمساهمة في بناء أساس دار الشعب مع الشبيبة الدستورية.

2.    التضامن مع الجزائر في حرب التحرير:

تكاثفت جهود الوطنيين في الزاوية قصد دعم الإخوة الجزائريين في حرب التحرير و تقديم المساعدات لهم فقامت الكشافة بجمع الملابس و المؤونة من أهل البلدة قصد إرسالها عن طريق الشعبة إلى الجزائر و أكد ذلك السيد غنية بوقزي و قال عنه السيد ساسي بن هنية: "كنا نقف أمام المنازل و نتنقل لجمع المؤونة و الملابس على الحمير و ننشد أناشيد وطنية و نجهد أنفسنا في ذلك و عندما يخرج لنا صاحب المنزل يطلب منا المزيد من الإنشاد ثم يساهم بما تيسر له."

3.    سمعة الفوج و مكانته في الجهة:
 أطنب القائد حامد الهريش في الحديث عن سمعة الفوج في الجهة و مما ذكر أن الزاوية كانت قد شهدت سنة 1964 م ملتقى كشفيا ورد إليه العديد من القادة من مختلف البلدات و قد أقيمت نار المخيم أمام المسجد تحت إشراف جهة سوسة يتقدمها الهادي موقو و الطيب نويرة .
و أذكر أن القائد حمادي الملولي قائد الجهة سابقا أكد لي وجود نشاط كشفي هام من قبل. و لا شك أن هذا التفاعل الإيجابي للفوج مع محيطه الإجتماعي – كما سبق بيانه - كان أهم عنصر ساهم في إكسابه سمعة طيبة.
ليس القصد من وراء ذلك القول بوجود سمعة طيبة للفوج في جهة سوسة مغازلة للماضي بل هذا ما يمكن إستنتاجه ليس من خلال الإنطباع العام لأهل البلدة فقط بل كذلك من خلال إنطباع و ذكريات بعض القادة حتى من خارج البلدة.


الباب الثاني: أهم الإطارات و الأنشطة

تعددت إطارات الفوج حسب الأقسام كما تعددت الأنشطة حسب طبيعة النشاط الكشفي.
1.    الإطارات:
لم يبقى السيد عامر خليفة على رأس الفوج سوى 3 سنوات من أواخر 1955 إلى 1959 و كان قد ساعده في ذلك السيد غنية خليفة و الكحلي بسه و علي عزوز. (ذلك ما أدلى به القائد حامد الهريش)
و إعتنى بقسم الأشبال (أي سنة 1962) السيدان خميس عبد الله و نور الدين قريرة و تولى بعد ذلك القائد حامد الهريش قيادة الفوج حتى سنة 1974 و قد ساعده في ذلك القائد الهادي بن عبد الملك و محمد بن نجيمة و عبد الطيف الزوالي و خميس عبد الله و بشير بوكمشة و حمدة بوكمشة.
و كان من بين الناشطين:
حمدة عزوز
بشير بوقزي
صالح الساسي
غنية بن نجيمة
محمود كحلول
محمد اللحويج
عامر البكوش
الشاذلي نويرة
خليفة كحلول
 ويحتفظ القائد حامد الهريش بصورة  صغر له الى الان لصلاحه ووجاهته في البلاد.....إلخ

2.    أهم الأنشطة:
إلى جانب تسييج المقبرة و حائط المنزل المتضررمن جراء الفيضانات و إلى جانب النشاط الداخلي للفوج فقد قام الفوج الكشفي بزاوية سوسة بـ :
·       حملات تنظيف في البلدة
·       عرض أفلام
·       إقامة حفلات في الأختان الخيرية خاصة
·       ملتقى قادة سنة 1964
·       عمل تطوعي بالبرجين
·       المشاركة في ملتقى القادة ببرج السدرية حوالي سنة 1963
·       مخيمات بشط مريم، هرقلة، دار الشباب بسوسة، الموردين، القلعة الكبيرة، وفي سانية Le Roi  سنة 1961  ، الغضابنة سنة 1957، مساكن و الثريات (ملتقى)
و كان مقر الأنشطة هو ضريح سيدي فرج (أنظر الصورة رقم 5) ثم بالكتاب ثم بحانوت محمد الشوال(بن نجيمة).
و قد إستقال قائد الفوج حامد الهريش سنة 1974 من عدة مسؤوليات من بينها قيادة الفوج و تولت نخبة من الشباب محاولة التقدم بالنشاط لكن عدة عراقيل حالت دون ذلك.



القسم الثالث: بداية الركود

تراوحت فترة الركود الفعلي حوالي 10 سنوات أي من سنة 1975 إلى أواخر سنة 1984 و كانت بداية الركود قد سبقتها بحوالي 5 سنوات إقتصرت الكشافة أثنائها على تواجد شكلي للاستقبالات و الإستعراضات و لا شك أن هاته الظاهرة قد سبقتها مسببات عديدة سنحاول الوقوف عليها و دراسة نتائجها.
1.    الأسباب:
أجمع كل من أجريت معهم الحوار على أن السبب المباشر لركود النشاط هو تشتت الإطارات و إعتنائهم بأمورهم الخاصة في الشغل و المسؤوليات الإجتماعية هذا و إن كان السبب المباشر لكنه ليس الوحيد فإن المسار الإندماجي الذي وجدت المنظمة نفسها فيه كان هو بدوره عاملا آخرا ، ذلك أن شعور الأفراد بالإحتواء و إنعدام الإستقلالية يجعلهم في تبعية ادت الى التحزب بعد تراجع العمل الوطني.. هذا إضافة إلى فقدان دورات و دراسات تكوين و رسكلة للإطارات مما من شأنه أن يعرض الفوج للذوبان بمجرد ذهاب قائده أو قادته.
و إنه لمن الغريب أن نجد فوجا كفوجنا في  تلك الفترة لا يملك أحدهم أبسط الشهادات التكوينية القيادية( الإبتدائية و التمهيدية أو الشارة الخشبية..الخ )و هذا ما جعل النشاط في بداية السبعينات يأخذ شكلا صوريا.
2.    النتائج:
أصبح الفوج أنذاك يعاني من وجود ضبابية في طريقه فمن جهة أصبحت المنظمة تطالب بإستقلاليتها. نظرا لطابعها التربوي العالمي الغير سياسي و هذا و إن لم يشعر بصداه الإطار المشرف في الزاوية فقد عاش النتائج التي وصل إليها نتيجة الإندماج مع العمل السياسي  و من جهة أخرى أصبح نقص الإطار الكفء مشكلا بحد ذاته أمام النشاط خاصة و أن الكثير منهم قد إعتزل...
و هكذا شكل هذان العنصران مشكلات في طريق النشاط الكشفي مما أدى إلى وجود شكلي إنتهى سنة 1975 بالركود بل بالإندثار تماما و قد كان آخر الناشطين:
السيد ناصر الغضبان
عبد اللطيف مشقة
الطاهر بي
حامد الشوال(بن نجيمة)
صالح نويرة
و دخلت بعد ذلك البلدة في سبات شبابي طال أمده، جعل بعض الشباب يهب ليبعث الروح من جديد.



القسم الرابع: عودة الحياة (1984 ......)

يستحسن قبل الحديث عن عودة الحياة، التعرض إلى بعض الإستنتاجات من الفترة السابقة حتى نعرف مدى وجود تواصل بين مسار النشاط الكشفي في الماضي و بين مساره الحاضر.
1.إستنتاجات لا بد منها:
نستنتج من خلال نشاط الفوج طيلة الثلاث و العشرون سنة الماضية أن النشاط قد بدأ بقوة ثم تدرج نحو الضعف و أن الفترة الذهبية من تاريخ كانت أوائل الخمسينات و الستينات. و إنه ليس من قبيل المبالغة القول بأن النشاط ضعف بضغف شعبية و إشعاع الحزب الحاكم آنذاك فإن المسار الإندماجي الذي سار فيه الفوج أثر سلبيا في النشاط فيما بعد، فلو شعرت الإطارات بضرورة التميز و الإسقلالية عن أي نشاط سياسي ما كان ليركد نشاط الفوج و إن تشتت إطاراته، ففي الفوج بقية باقية على إلتزامها و لا تزال ترغب في النشاط الكشفي المحض، و مما يؤكد هذا أن تراجع النشاط تم في وقت بدأت المنظمة تتمتع فيه بإستقلاليتها (أجهضت إستقلالية الكشافة سنة 1964 إثر مؤتمر الحزب المنعقد بالمنستير حين أسس "إتحاد منظمات الشباب"  لاحتواء جميع المنظمات ثم إستقل نشاطها سنة 1974)
 و بقدر ما تم السعي إلى إحتواء المنظمة بقدر ما تم الشعور بالتململ داخلها و قد أكد القائد حامد الهريش على أن النشاط الكشفي بزاوية سوسة إندمج منذ 1963 تحت لواء الحزب  و يذكر أنه قد تم دمج الفوج ضمن مجلس سمي "مجلس هيكل إتحاد الشباب الإشتراكي الدستوري".
و لا شك أن أكبر إحتواء تجسم في إعتبار المنظمة معهدا لتخريج "الشبيبة الدستورية" و هو ما يتضارب مع القانون العالمي للمنظمة و الذي ينص فصله الأول على أن :
"الكشافة منظمة تربوية عالمية لا سياسية"
و أن ما نلاحظه اليوم هو أن أغلب –إن لم نقل كل- الإطارات التي نشطت بالفوج في فترات متلاحقة عرفت في البلدة بانتمائها السياسي و هو ما جعل أفكار أهل البلدة تشخص النشاط الكشفي و تلونه بلون الحزب الحاكم و هذا خطأ لا يجب التواصل فيه حيث أنه يجب الفصل العضوي بين النشاط السياسي و النشاط الكشفي بصفة خاصة.
أما ما قامت به الكشافة من إنجازات إجتماعية و وطنية (يجب أن نفهم أن "الوطنية" أشمل و أعمق من أن تتمظهر في إنتماء سياسي معين، فقد يكون المواطن منتميا سياسيا و لكنه عميل، و قد يكون مستقلا أو معارضا و لكنه وطني صادق فمن هذا القبيل إقترن العمل الكشفي بالنشاط الوطني) و أنشطة متنوعة فهذا ما نرى وجوب التواصل فيه و إعتباره البعد العملي من إبعاد قانون و مبادئ الكشاف العشر و التي أرى أنه من المفيد التذكير بها:
1.    الكشاف يؤمن بالله و يخلص لوطنه
2.    صادق و وفي بوعده
3.    إيجابي يافع يساعد الناس
4.    صديق لكل صديق
5.    شهم و مهذب
6.    يحب الطبيعة و يحافظ عليها
7.    يتقن عمله و يحب النظام
8.    شجاع يقابل الشدائد بصبر
9.    مقتصد
10.نظيف طاهر الفكر و القول و العمل

2- صحوة الشباب وعودة الروح
إن صحوة الشباب و وعيه بأهمية العنصر الطفولي و الشبابي في بناء الفرد المتكامل التكوين ،الصالح لنفسه و لمجتمعه، لم تنطلق من فراغ و أن الشعور بالفراغ و إضاعة الوقت في فترة تتسابق فيها البلدان في إستقطاب الشباب، إلى جانب حالة اليأس من نجاعة أي تنظيم شبابي من طرف الكثير من الشبان، ولد رد فعل قوي في أنفس البعض، و تابع البعض منهم مختلف الأنشطة الكشفية خارج البلدة مما أكسبهم خبرة ،و بعث فيهم الحماس للمضي قدما في إتجاه بعث الروح من جديد في الفوج (تكون لي إنطباع طيب على مستوى الأنشطة التي مارستها جهات قفصة و صفاقس و قبلي و زغوان في العديد من المناسبات و خاصة في برج السدرية و سوسة) فكان الإتصال بقيادة المنظمة بجهة سوسة و الحديث مع بعض الاعضاء فيها باعثا على الإرتياح ،و قمت صحبة الأخ صلاح الدين شبوح و الأخ المنصف بومعيزة و الأخ سامي الهريش بتمهيد الجو و تهيئته لعقد جلسة استئناف النشاط.
إنبعاث مرة اخرى و تكاتف
بعد إستنفاذ الإجراءات الإدراية تم عقد جلسة في 11 سبتمبر 1984 بحضور قائد الجهة حمادي الملولي و البشير بن خديجة و خليفة العلوي و تولى القائد عامر الهريش قيادة الفوج في حين تولى الاخ صلاح الدين شبوح بمساعدته و توليت امانة المال في حين تولى الأخ سامي الهريش الكتابة و تم تأسيس فرقة للأشبال و أخرى للكشافة، قاد الأولى المنصف بومعيزة و قاد الثانية فضلوني بوعسكر و تولى القائد حامد الهريش العناية بالقدماء و الأحباء.
ثم بعثت فرقة للجوالة و قد قام الفوج بأنشطة مشتركة مع أفواج القصيبة و حي الزهور و الغزالي بسوسة نخص بالذكر منها مخيم عين كتانة و طبرقة كما قام الفوج بالعديد من الأنشطة طيلة الأربع سنوات الماضية نخص بالذكر منها:
·       الأنشطة الداخلية (دراسات تكوينية)
·       الأنشطة الخارجية: خرجات ،زيارات
·       المخيمات: عين دراهم،طبرقة، قابس، زغوان
·       ملتقى جهوي للقادة سنة 1986
·       حملات النظافة و العمل التطوعي
و يركز الفوج على تنمية ثلاث أركان أساسية في أنشطته التزاما بالمنهاج التربوي
-         المجال الفكري
-         المجال الروحي
-         المجال الجسمي
و قد سجل الفوج حضوره في العديد من الدراسات و التدريبات القيادية و ليس المجال هنا مجالا إستعراضيا.. فنرجو من الله التوفيق في هذا العمل.



خاتمة
ان ارطباط النشاط الكشفي بالبعد الوطني كان حافزا قويا شد عزيمة الناشطين وهو أمر مطلوب الا أن واقع الاحتواء السياسي الحزبي أضعف المنظمة واضعف النشاط ويجب التنبيه من خطورته حتى تبقي الكشفية مدرسة للجميع
وقد يكثر الكلام و يسيل الحبر و تهدر الطاقات و تضيع الأوقات في سبيل تهيئة المناخ للكلام ثم نسمع كلاما يعقب عليه بآخر و يختم كل شيئ دون عمل يذكر. و لا أريد هنا أن يكون هذا البحث-على تواضعه- مجرد نفض غبار على الماضي بل قصدت من ورائه توضيح ما يجب أن يكون عليه طبيعة العمل الكشفي فشعار الكشاف هو "إستعد" ليس إستعدادا للكلام.
قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ(الصف: 2 – 3).
بل هو إستعداد للعمل الجاد و الإجتهاد فيه. "يتقن عمله و يحب النظام" الفصل 8
فلنعمل جميعا على دعم و بلورة هذه المبادئ السامية بالعمل الدؤوب و الصبر على الشدائد في سبيل ذلك.
وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } سورة آل عمران104{
"وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ"
صدق الله العظيم
زاوية سوسة في 6 أكتوبر 1988

القائد ساسي كحلول
مستوى التدريب : شارة خشبية
الفوج الكشفي بزاوية سوسة

قائمة الصور























الفهرس





















Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire